Tuesday, 9 October 2012

هل الحزب الشيوعي العراقي طائفي؟



قد اخترت مقالتين تهاجم الحزب الشيوعي العراقي الاولى من مدونة دربونة و بعنوان ...اللو موسكو هنا بغداد.. نهاية حزب كتبت عام 2010 بعد الانتخابات الاخيرة التي لم يحصل الحزب فيها على اي مقعد. المقالة الثانية نشرت في موقع ايلاف و كذلك تداولت عبر الفيسبوك بعنوان طائفية الحزب الشيوعي العراقي. المقالتان صريحتان بالهجوم التهكمي ليس فقط على اداء الحزب في المرحلة الراهنة بل عبر تاريخه الطويل و لكن هناك فرق بين المقالتين الاولى تهاجم الشيوعيين و الشيعة و تصفهم بالغوغاء و الكاتب من خلال مقالاته السابقة ينتمي الى تيار عروبي قومي مضاد للشيعة عموما. المقالة الثانية مع انها تهاجم الحزب الشيوعي و لكنها تدافع عن المرجعية الشيعية و تبارك سداد رأيها في فتوى تكفير الحزب الشيوعي التي اطلقها محسن الحكيم عام 1960. السؤال هو: ما الهدف من وراء اتهام الحزب بالطائفية و هم كما يدعون انه حزب قد شاخ و ترهل و هرم و لن تقوم له قائمة؟ اترك لكم قراءة المقالين و أود سماع  رأيكم؟ التوكيدات من قبلي


  •    االو موسكو هنا بغداد... نهاية حزب

 الحزب الشيوعي العراقي لم يحصل على اي مقعد في الانتخابات الاخيرة !! هزيمة قاسية لحزب اعتاد ادعاء دور تاريخي اكبر من حجمه .. مقالات شيوعية كثيرة خرجت علينا مؤخرا تبرر هذه النهاية المذلة للحزب الشيوعي .. ومع ذلك لا جديد تحت "السماء الحمراء" .. فكلمات الاقلام الشيوعية تكاد تتشابه : القيادات ،القيادات ثم القيادات هي السبب عن هذه النهاية !! سهيل سامي نادر مثلا يقول ان "القيادة الشيوعية غامرت بسمعة الحزب واليسار في اشتراكها بلعبة خاسرة" وهي "العملية السياسية التي ادارها بريمر".. من هنا السقوط المذل .. وسلام عبود في مقال "موت الماركسية المبتذلة" لايخرج عن هذا الاطار عندما يقول " لقد أنتجت التجربة الشيوعيّة العراقيّة جيلاً من القادة على درجةٍ عاليةٍ من فقدان السويّة السياسيّة" وهم "شيوعيو العراق ـ جناح بريمر" كما يسميهم .. ويضيف عبود : "لقد ازدادت صورةُ القائد الشيوعيّ تلوّثًا حين وَجدت القواعدُ الحزبيّةُ أمينَ عامٍّ سابقًا كـ [...]، قاد الحزبَ عقودًا، يقدّم أوراقَ اعتماده إلى حاكمٍ محتلّ". سلام عبود يميز هنا بين القيادات الشيوعية وبين ما يسميه بـ"القواعد الحزبية" .. بمعنى ان القواعد الحزبية لم تكن مع الاحتلال .. وهذا كلام غير دقيق .. نعم هناك شيوعيون كافراد رفضوا الاحتلال الامريكي من منطلق وطني.. اما القول بان "القواعد الحزبية" لم تكن مع الاحتلال فهو كلام انشائي .. عبود يتكلم عن "قواعد حزبية" شيوعية ولكنه لايقول لنا اين هي تلك القواعد الحزبية .. لانه لم يفهم بعد ان جزءا كبيرا من تلك "القواعد الحزبية" اصبح اليوم ينظم مواكب اللطم ويردد شعارات المظلومية !! من "يا ياعمال العالم اتحدوا" الى "يا شيعة العراق اتحدوا" ..الغوغائية واحدة.. ومع ذلك ليس هنا المهم. القول بان الحزب الشيوعي العراقي سقط لانه تعاون مع الاحتلال الامريكي هو كلام مصاب بقصر نظر تاريخي .. ربما شكل تعاون الحزب الشيوعي مع المحتل الامريكي طلقة الرحمة للحزب .. بعد موته السريري الذي تبع اصطفاف الشيوعيين الى جانب ايران في حربها ضد العراق .. ولكن مسار السقوط ابعد زمنيا .. فالحزب الشيوعي العراقي سقط مبدئيا في بداية العهد الجمهوري عندما كان اول حزب نصب حبال المشانق في مظاهرات الشوارع .. آنذاك كان غوغاء الحزب الشيوعي يرددون "ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة".. ووحشية مذبحة كركوك التي ارتكبها الشيوعيون "لم يفعلها لا هولاكو ولا الصهاينة " بتعبير حليفهم عبد الكريم قاسم الذي يسجله حنا بطاطو . وهذه الحقيقة التاريخية لا يستوعبها الشيوعيون حتى اليوم .. هم ما زالوا مسترخين في محكيتهم عن العنف البعثي في انقلاب 1963 وعن الدكتاتورية البعثية .. متناسين انهم كانوا اسبق في مضمار العنف .. ومتناسين ايضا ان اول شعار دكتاتوري في تاريخ العراق الحديث هو شعار " ماكو زعيم الا كريم" .. وهو شعارهم .. ناهيك عن ان كل الاحزاب الشيوعية التي استلمت سلطة في العالم شيدت انظمة دكتاتورية .."جمهوريات اسلاك شائكة" بتعبير البير كامو البارع. من هنا فليس صحيحا ما يقوله سهيل سامي نادر في مقاله من ان " تراث الشيوعيين العراقيين النظري يوازي صفرا".. وهي جملة تعني ضمنيا ان تراثهم العملي باهر .. فعمليا ايضا وفي كل لحظات العراق المصيرية .. من مذابحهم التي حددت عنف العهد الجمهوري .. مرورا باصطفافهم الى جانب ايران في حرب الثمانينات .. وانتهاءا بالتعاون مع الاحتلال الامريكي .. في كل تلك "الامتحانات" الصعبة والمصيرية للعراق حصل الحزب الشيوعي عمليا على صفر .. "سقط" في امتحانات العراق .. اذا نظريا وعمليا كان "تراث" الحزب الشيوعي صفرا.. رغم ان كلمة "تراث" التي يستخدمها نادر هنا لا معنى لها منطقيا. هناك جملة للمفكر اليساري كاستورياديس قالها وصفا لما ألت إليه امور اليسار .. استحضرها لانها جملة تصف ايضا نهاية الحزب الشيوعي "العراقي" .. كاستورياديس يقول ان: " الامبراطورية الرومانية في سقوطها تركت خلفها اثار 
عظيمة .. اما الحركة العمالية الشيوعية في سقوطها فقد خلفت نفايات".

المقال الثاني : طائفية الحزب الشيوعي
سوزان الخالدي
عندما نقول الحزب الشيوعي العراقي نعني القيادة والأعضاء الحزبين المسلكين، ولا نعني الماركسيين الذي خرجوا من الحزب بعد إن اكتشفوا ارتهانه وتبعيته العمياء للاتحاد السوفيتي في السابق وتحالفه مع بعث صدام في السبعينات وارتهانه للذيول الأميركية وتحالفات اليوم، كما اكتشفوا إن الحزب هو أداة لتهديم بنية المجتمع العراقي. فالماركسيون الشيوعيون العراقيون الذي تركوا الحزب سابقا او لاحقا كانوا صادقين بتبنيهم العمل من اجل الطبقة المحرومة والكادحة على العكس من حزبهم، والأحداث تصدقنا القول.

منذ منتصف الخمسينات تأسس عداء الحزب الشيوعي العراقي للمرجعية الدينية الاسلامية بالتحديد وخصوصا الشيعية في العراق، وذلك على خلفية تحريم الشيوعية وإطلاق فتوى المرجع الديني الأعلى أنذلك السيد محسن الحكيم والتي كان نصها " الشيوعية كفرٌ والحاد " وكان لصدور هذه الفتوى سببين الأول إن الحزب الشيوعي أشاع مظاهر الانحلال الأخلاقي الجنسي كما يرى رجال الدين وذلك حين دعا إلى المشاعية الجنسية والاختلاط بين الجنسين بدون ضوابط أؤكد بدون ضوابط وكان هتافه الشهير بالعامية العراقية ( بعد شهر ماكو(لايوجد) مهر و القاضي نذبه (نرميه) بالنهر)، وهذا ما يتنافى والشريعة الإسلامية ويضع علماءها تحت التهديد والمسؤولية.

اما السبب الثاني والأهم هو ما تبناه الفكر الشيوعي وما اعتبره جزءً من مبادئه وهي نظرية " الدين أفيون الشعوب " في الحقيقة هنا نتذكر مقولة العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم، فهنا الحزب الشيوعي من أسس للعداء التاريخي للدين الإسلامي في منطقتنا ودخل في صراع مع معتقدات الغالبية العظمى من الشعب العراقي، وتبني هذه الفكرة و إشاعتها مع أسباب أخرى كان سياسة غير حكيمة ولا تدلل على وعي بالظروف الاجتماعية والدينية للبلد رغم الاشاعة التي نعرفها بان الحزب الشيوعي حزب المثقفين ولكن يبدو ان المثقف الشيوعي بوادي و الحزب بواد اخر، بل هذه السياسة تدلل على عدم فهم لطبيعة الشعب العراقي الذي كان يعيش حالة التصاق وتمامي مع عاداته وتقاليده الإسلامية التي صارت تشكل أسلوب حياته، حيث أصبح الإسلام و تقاليده الجزء الأكبر من يومياته لذا جاءت تطبيقات أفكار الحزب الشيوعي مفاجئة وصاعقة على الجماهير في العراق مما دعاهم لتأيد رأي المرجعية الدينية.

بالتدريج صار الحزب الشيوعي يتصدى للمرجعية الشيعية التي كفرته ومن ثم نشب العداء مع الأحزاب الشيعية زمن معارضة الدكتاتورية، لان الاحزاب السنية وعلماءها تركوا المعركة للشيعية، حتى أصبح الحزب الشيوعي ومع تصاعد المد الاسلامي الشيعي وأحزابه يقف ضد الشيعة وضد عادتهم وتقاليدهم بطرق مبطنة وعلنية وهذا ما أكد للجماهير الشيعية صحة رأي المرجعية وسداد فتوتها بتكفيرهم وبما إن الشيعة هم غالبية الطبقة المظلومة والمحرومة والكادحة في العراق، فان الحزب الشيوعي العراقي ومن دون إن يعلم يقف ضد جماهيره لأنه وكما هو معروف عن مبادئه انه يقف مع الطبقة الكادحة والمظلومة. ومن مفارقات الحزب الشيوعي العراقي انه وافق ممتنا على ان يحسب على حصة الشيعة في التقسيم الطائفي و محاصصة المناصب زمن مجلس الحكم الذي اسسه بريمر "الامبريالي" و زمن حكومة علاوي، ورغم هذا الاتكاء على الشيعة وحصتهم بالحكم واصل الحزب الشيوعي التصعيد في ممارسته الطائفية العلنية ضد الشيعة حيث ينتقدهم ولا ينتقد السنة ولنا بحادثة النائب بهاء الأعرجي "المدانة طبعا "حين قارن بين الخليفة أبو بكر(رض) واحمد حسن البكر رئيس العراق منتصف السبعينيات، هذه الحادثة خير دليل فقد انبرى الكتاب الشيوعيون للنقد والذم والتصدي لهذا الخطأ الجسيم ولكنها كلمة حق يراد بها باطل ومحاولة لتصفية حسابات قديمة وإلا لماذا لم نجدهم يفعلون الشيء نفسه للتصدي للفتاوى التكفيرية التي صدرت من بعض علماء التكفير؟ ولم نقرأ نقداً من أي شيوعي لحارث الضاري أو للزرقاوي الذين يدعون لقتل الشيعة ولسلخ جلودهم؟ و لماذا لم ينتقد الحزب الشيوعي الحكام العرب الذين اتهموا الشيعة بوطنيتهم و تبعيتهم إلى إيران؟

لذا تحول الحزب الشيوعي إلى حزب طائفي ينتقد الشيعة فقط وبأسماء كتاب شيوعيون شيعة ذوي عقليات هرمة سيطر التحامل على عقولها حتى ألتف حبل الترهل والنسيان على رقبة الحزب الشيوعي وهو يحتضر في انفاسه الاخير الان ودليل ذلك عدم حصوله على مقعد واحد في انتخابات المحافظات ولم يحصل على مقعد واحد في البرلمان ولا أي موقع في الانتخابات القادمة حتى ولو انتقل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار بتحالفاته أي من علاوي العلماني البعثي الى حزب الدعوة الاسلامي الشيعي وقد انفض عنه اغلب المثقفين والكتاب والفنانين ولم يبقى معه سوى الحزبيين المسلكين او انصاف المواهب الذين ادمنوا الطاعة لدكتاتوريته التي يسمونها المركزية ولم تنفع دعوات الاصلاح والتغير وتبديل اسم الحزب التي اطلقها بعض الشيوعيين احتراما لدماء شهداءه المخلصين وذلك قبل ان يتركوا الحزب وبقيت قيادة الحزب الشيوعي المستفيد الاول لذا ترفض أي تغير وبقي الاسم الحزب الشيوعي الوحيد في الساحة السياسية العربية والدولية، فالحزب الشيوعي يأكل نفسه بنفس لأنه يعادي جماهيره وغدا لناظره قريب.

هذا تعليقي على المقال الثاني على الفيسبوك:

لا اعرف ما هو الهدف من هذا المقال فهل هو للتعريض بالحزب الشيوعي ام لغسيل وجه المؤسسة الدينية الشيعية (المرجعية و الحوزة) ام للاثنين معا. الاتهامات غير موضوعية و لا تاخذ بالاعتبار الواقع السياسي/الاجتماعي/ الاقتصادي للفترة الزمنية التي ارادت الكاتية ان توجه انتقاداتها للحزب الشيوعي. فهي تقفز باطروحاتها من مرحلة الخمسينيات الى الفترة المعاصرة بدون النظر الى التغيرات الكبيرة التي تحيط كلتا المرحلتين. نراها ايضا تستثني الماركسيين الحقيقيين كما تقول الذين تركوا الحزب و لم تاخذ بنظر الاعتبار و لم تكترث بذكر الماركسيين الحقيقيين الذي دفعوا حياتهم ثمنا لماركسيتهم و لا داعي لذكر الاسماء فالتاريخ و الذاكرة الجمعية للشعب العراقي تحفظها. ( اكتشفوا إن الحزب هو أداة لتهديم بنية المجتمع العراقي) لا اعرف ما هو دليلها على ذلك و هو الحزب الوحيد الذي احتضن جميع طوائف الشعب العراقي على مستوى القيادات و القواعد و ليت الكاتبة تعطينا حزبا عراقيا اكتسب تلك الشعبية بين جميع اطياف الشعب العراقي و بالاخص الاحزاب الدينية شيعية ام سنية. (تأسس عداء الحزب الشيوعي العراقي للمرجعية الدينية الاسلامية بالتحديد وخصوصا الشيعية في العراق) ان العكس هو الصحيح ان الذي دق ناقوس الخطر عند المؤسسة الدينية هو صعود المد اليساري بعد نجاح ثورة تموز و اصدار قانوني الاصلاح الزراعي و قانون رقم 80 الذي اعطى حقوق المرأة. القانون الاول حرم المرجعية من عائدات مادية هائلة تدفع من قبل شيوخ الاقطاع في الفرات الاوسط و الجنوب الذي فقدوا امتيازانهم بعد الثورة ( اقرأي كتاب فالح عبد الجبار.. الحركات الشيعية في العراق .. و كيف كان عبد الصاحب ال دخيل احد وكلاء المرجعية و لاحقا احد م}سسي حزب الدعوة كيف كان يبحث مع محسن الحكيم خطر تدني اموال الخمس بعد الثورة)و قانون رقم 80 الذي اطاح بهيبة المؤسسة الدينية. و سبب رئيسي اخر هو ان الفكر الشيوعي وجد طريقه الى اسر مرجعية النجف و الامثلة كثيرة من الشهيد سلام عادل و حسين الشبيبي و فلاح الحلو ابن السيد يوسف الحلو و اخرين. ان فتوى الحكيم سبقتها تكوين جماعة العلماء التي ضمت اعداء الفكر الشيوعي الا و هم ابناء السيد الحكيم و محمد باقر الصدر و مرتضى ال ياسين و اسست هذه الجماعة كرد على حركة انصار السلام. الكاتبة لا تذكر الموسسة الدينية التي وقفت مع الحزب الشيوعي و انصار السلام من امثال السيد المرجع حسين الحمامي و السيد يوسف الحلو الشيخ عبد الحليم نجل الامام محمد حسين كاشف الغطاء و هؤلاء لم يؤيدوا اصدار فتوى التكفير ضد الحزب الشيوعي و عارضوا علانية موقف محسن الحكيم. الكاتبة ايضا تريد ان تحيل الصراع بأنه طائفي بين الحزب الشيوعي و المؤسسة الشيعية فقط و انها تغض النظر عن فتوى التكفير التي صدرت من الشيخ امجد الزهاوي و مفتي بغدا د الشيخ نجم الدين الواعظ و هذا ما دأب الفكر القومي لتكريسه للتملص من جرائم الحرس القومي في 63 فارادوا لها ان تكون من علماء شيعة فقط ضد حزب يمتلك قواعد شعبية واسعة عند الشيعة. اما ما تقوله الكاتبة عن اداء الحزب الشيوعي في الوقت الراهن قد يجانب الحقيقة الى حد ما و لكن تلك الازمة هي ازمة الحركات اليسارية في العالم اجمع و ليس في العراق فقط و من المعلوم ان التيارات الدينية الطائفية هي التي تتسيد الساحة السياسية في العراق و العالم العربي و لكن هذا لا يدل على انهم افضل فكرا و اداءا بل الى الان اثبتوا فشلهم الذريع و يكفي الاشارة الى ان الحزب الشيوعي حاليا لا يملك اي ميليشا مسلحة منذ عام 2003 كبقية احزاب السلطة و لم ينتهج مبدأ العنف كما انتهجته الاحزاب الاسلامية سيعية و سنية و ما زالت مقراته تتعرض للمداهمات و ما زال يقدم الضحايا في عصر التسلط الديني الذي دافعتي في مقالتك عن مؤسسيه و يكفي بنا الشهيد كامل شياع رمزا لشهداء الفكر.
 لم أجد في المقال سوى مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي لغرض المهاجمة فقط لا لنقد ادائه مع محاولة لتبييض وجه المرجعية الدينية الشيعية. ان كانت تريد انت تناقش فترة الخمسينيات و الستينيات فقد تناولت هذا الشيء في تعليقي الاول و احب ان اضيف بعض الحقائق التي أود من مؤيدي الاحزاب الدينية التي تحكم البلد ان يناقشها: (ومع تصاعد المد الاسلامي الشيعي وأحزابه يقف ضد الشيعة وضد عادتهم وتقاليدهم بطرق مبطنة وعلنية وهذا ما أكد للجماهير الشيعية صحة رأي المرجعية وسداد فتواها بتكفيرهم ) ان الكاتبة هنا تتهجم على الحزب الشيوعي بسبب عدائه للمرجعية و تستنج الكاتبة ان هذا العداء كان رد فعل ل(هوسات) التي ذكرتها و التي تهاجم الدين و المرجعية. ان من المعلوم ان تلك الهوسات لم تصدر من قبل قيادات سيوعية و انما من عامة الناس من الشيوعيين او المتعاطفين معهم و في نهاية الخمسينيات انخرط عدد كبير ضمن صفوف الحزب بدون وعي سياسي و انما بسبب صعود المد اليساري عموما في العراق بعد ثورة تموز. ان هذه الطبقة الغير واعية هي التي كانت السبب في عمليات القتل و الانتقام التي تلت انقلاب الشواف_الطبقجلي_ سري في الموصل عام 59. يذكر عامر عبدالله احد منظري الحزب قلقه انذاك من احداث الموصل و تباحثه مع سلام عادل حول اهمية ضبط سلوك شيوعيي القاعدة اذ ان ادائهم اضر كثيرا بسمعة الحزب. هذه كانت نظرة نقد للاداء قلما تنتهجها الاحزاب العراقية الاخرى. و لكن لنرى دور مرجعية الحكيم التي ايدت الكاتبة و بكل وضوح (رأي المرجعية و سداد فتواهم). ان هذه الفتوى صدرت في عام 60 في وقت وصل الصراع بين التيار القومي العروبي و الشيوعي اوجه و قد استغلت هذه الفتوى الى اقصى و ابشع الحدود بقتل الالاف من الشيوعيين و المتعاطفين معهم في شباط الاسود. هذه الفتوى لم تصدر من قواعد الاحزاب الاسلامية او من اشخاص نكرة انما من المرجع الاعلى محسن الحكيم. اذا اردنا ان نحسن الظن بمحسن الحكيم نقول انه رجل دين (حلال و حرام) و لم يعلم بعواقب فتواه الشهيرة. فأن كان كذلك فهو لا يستحق ان يكون مرجعا تتبع كلمته مئات الالوف من الشيعة في بقاع العالم. لكن ما يدحض هذه النظرية ان الحكيم لم يسحب او يبطل العمل بفتواه و قد شاهد بأم عينيه الاف تساق الى غرف التعذيب البعثية متسلحة بفتواه و قد عاش بعدها تسع سنوات. ثانيا كانت الدلائل تشير الى ان الحكيم كان متدخلا بالشأن السياسي و كانت له علاقة قوية جدا بشاه ايران (و لولا برقية التعزية التي ارسلها الشاه بوفاة البروجردي لما اصبح الحكيم مرجعا اعلى)و الشاه كان على عداء شديد مع عبد الكريم قاسم. كذلك علاقته مع عبد الناصر و ممثلي الجمهورية المتحدة. ثالثا في منتصف الثمانينيات اعدا الحكيم الابن محمد باقر نشر الفتوى بالجريدة الناطقة باسم المجلس الاعلى انذاك في ايران و من المستغرب نشرها في ذلك الزمن الذي احكم فيه البعث الصدامي على مقاليد السلطة و دفع الشيوعيون العراقيون كحال الاسلاميين منهم ثمنا باهظا لمعاداة ذاك النظام القمعي فما الداعي من ذلك؟ الجواب انها استغلت مجددا لشأن ايراني داخلي حيث وظفها الخميني هذه المرة ليكم قبضته لتصفية حزب تودة الايراني. رابعا: ان كان الشيوعي كافرا و ملحد فكيف يسمح محمد باقر الحكيم لنفسه ان يجلس مع عزيز محمد عام 92 في /ؤتمر المعارضة العراقية و بعد ذلك هو و اخوه عبد العزيز الحكيم مع حميد مجيد. الا يكفي هذا بأن الفتوى كانت ذات غرض سياسي بحت و انما وظف الدين لتلك الغاية. أليس من الاجدر و الحكيم الحفيد يقود تيار جده ان يقدم اعتذار لا للشيوعيين فقط بل للعراقيين عن تلك الفتوى الخطيرة. اما ما تناقشوه الان من وضع الحزب الشيوعي فكما قال احد المعلقين ما عليكم سوى ان تقراوا برنامج الحزب و توجد الانتقادات. ان عدم حصول الحزب على مقعد و احد لا يدل على ان من حصد المقاعد يمتلك فكرا و منهجا صحيحا. حتى هنا في بلدان العالم الرأسمالي بدأ التيار اليساري بالصعود مجددا بعد الازمة الاقتصادية التي عصفت بأعتى اقتصادات العالم و ما حركة ( اوكيوباي وال ستريت) الا احد مظاهر ذلك الصعود. اما في عالمنا العربي فماذا فعل الاسلاميون في العراق؟ السعودية؟ مصر؟ حماس في فلسطين؟ تونس؟ ألم يثبت الاسلاميون بانهم منافقون و الا بماذا تفسر تنكرهم لكلمة اسلام عندما تسنموا المناصب العليا. فالاحزاب الشيعية تنطوي تحت ائتلاف موحد و دولة قانون و الاخوان المسلمين تحت جبهة التوافق فلماذا يستعرون الان من كلمة الاسلام التي جاءت بهم الى السلطة. اليس نفاقا ان يسكت الاخوان المسلمين في مصر على اتفاقية كامب ديفد و هم جيشوا العالم الاسلامي لعقود في محاربتها. اني اود من المعلقين الذي استهزؤاا من الحزب الشيوعي و من كاتبة المقال بالتحديد ان تخبرنا اية حزب سياسي او تيار او حركة تفضل ان يقود العراق حتى نعرف كيف نرد عليها او عليه